حكومة اقليم كوردستان
SUN, 28 APR 2024 13:12 Erbil, GMT +3




You are viewing Kurdistan Regional Government's 8th cabinet website.
For updated information about Kurdistan Regional Government
visit current cabinet's web portal at GOV.KRD please

بارك الشهيد سامي عبد الرحمن من اكبر معسكر في شمالي العراق الى اكبر متنزه في اربيل

WED, 4 JUL 2007 00:00 | KRG Cabinet

اربيل- شاد عبد الرحمن
صحيفة الصباح الجديد:
كان العراق على عهد الدكتاتور السابق قد تحول الى معسكر كبير وأصبحت الكثير من مدنه ترسانة للاسلحة، ومدينة اربيل كانت لها حصة الاسد من معسكرات النظام واسلحته التقليدية وغير التقليدية،ولهذا فقد حوًل القوس الشمالي من المدينة الدائرية – بحكم قلعتها- الى اكبر معسكر في شمالي العراق الذي يضم اقليم كوردستان ومدينتي الموصل وتكريت ايضا ، وبما ان النظام كان في حرب - داخلية وخارجية – دائمة فقد كان هذا المعسكر مبعث قلق وخوف بالنسبة لاهالي المدينة المسالمين ولا سيما بعد ان تعرضت هذه المعسكرات الى القصف المتواصل من قبل الطائرات الايرانية خلال سني الحرب العراقية الايرانية وبعدها ، اثناء حرب الخليج الثانية حيث كانت اصوات الانفجارات تتواصل من المعسكر ليل نهار،كما ان استغلال هذا الجزء الكبير من المدينة للاغراض العسكرية والحربية اصاب المدينة بشلل نسبي حيث كان المرور بالقرب من هذه المعسرات التي تحيط بجانب من المدينة ضربا من المغامرة غير المحمودة بالنسبة لاهالي المدينة،ولهذا ومع اندلاع الشرارة الاولى لانتفاضة اذار عام 1991كان معسكر اربيل هدفا للجماهيرالثائرة وعرضة للانتقام والتدمير.
وبعد الهدوء الذي استتب في المدينة وبعد استقرار الامور، جاء التفكير في تحويل المعسكر الى متنزه كبير يقصده الالاف من اهالي المدينة كل يوم ، بعد ان كان المرور بالقرب منه يعد من المحرمات - كما تقول زوجة الشهيد سامي عبد الرحمن – وتضيف :
وضع الحجر الاساس عام 1998 حينما كان الدكتور روز نوري شاوه يس رئيسا للوزراء في الاقليم ، وفي العام 2000اصبح سامي عبد الرحمن نائبا لرئيس الوزراء وكان متحمسا لتحويل هذا المعسكر الذي كان رمزا للتعذيب والقتل والدمار،الى رمز للـ "الامل والمستقبل" فعمل بتفان وبتواصل من اجل تحقيق هذا الحلم وقد انجز المرحلة الاولى من المشروع بفترة قياسية لم تتجاوز الخمسة اعوام حيث كان المتنزه جاهزا لاستقبال الجماهير مع اواخر عام 2003 ،والشعب الكوردي يفخر بتحويل هذا المكان - المخيف ،اثناء نظام صدام - الى"رئة" للمدينة والى اجمل متنزه في اربيل، يضم عدداً من النصب والمجسمات و تقام فيه العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية والتجمعات الجماهيرية المتنوعة على مدار السنة و يزوره كل يوم الالاف من الناس بينهم العشرات من الضيوف الاجانب .
كيف تحول "متنزه اربيل " الى متنزه " الشهيد سامي عبد الرحمن "؟
كان المتنزه يحمل اسم المدينة وكان معروفا باسم "بارك اربيل " اول الامر،غير ان جريمة الاول من شباط الدامية عام 2004 واستشهاد مايقارب المائة من كوادر الحزبين الرئيسين في الحادث الارهابي ، بينهم الشهيد سامي عبد الرحمن ، اوحى للمعنيين في المجلس البلدي ووزارة البلديات باستبدال اسم البارك بـ "بارك الشهيد سامي عبد الرحمن" الذي اولى المتنزه عناية خاصة، وتقرر تغيير الاسم في اول اجتماع لمجلس الوزراء، بعد العملية الارهابية .
كان مشروع متنزه الشهيد سامي عبد الرحمن في بداية الامر تابعا لوزارة البلديات ثم تحول الى مديرية التخطيط في مجلس الوزراء، وفي بداية العام 2005 الحق بالمؤسسة العامة للسياحة التي اصبحت وزارة فيما بعد .
وتقول السيدة فوزية امين عبد الرحمن، ارملة الشهيد سامي :
-يمتاز المتنزه بكونه قريبا من مبنى البرلمان ويتسم بالهدوء مما يدعو للاسترخاء والتأمل والاستراحة والى ممارسة رياضة الجري، بعيداً عن اجواء الصخب والضوضاء التي تثيرها مدن الالعاب و"سكة الموت " التي يدعو البعض الى وضعها داخل المتنزه !!
وتضيف :
مكتبة كورية داخل المتنزه
وعن الجديد بالنسبة الى بارك الشهيد سامي عبد الرحمن ،قالت :
-طلبت من الكوريين ان يتركوا لنا اثرا من اثارهم هنا في البارك، قبل انتهاء مهامهم في المدينة واقترحت عليهم بناء منشأة على الطراز الكوري او الياباني الذي يتميز بطابعه الخاص ولكن الفكرة - وباقتراح من نيجيرفان البارزاني ونوزاد هادي محافظ اربيل – تطورت وتحولت الى انشاء مكتبة عامة على الطراز الكوري، تضم عدداً من الاقسام والكتب " الكوردية والعربية والانكليزية" وعلى نفقة كوريا الجنوبية ، والمشروع هو قيد الانجاز الان ويقع على مساحة 30 الف متر مربع وهي تتكون من طابقين اضافة الى قاعة خلفية.
كما بوشر العمل في اعداد نصب فني داخل المتنزه من تصميم فنان لبناني بتمويل من حكومة الاقليم ، يرمز الى متانة العلاقة بين الشعب الكوردي واصداقائه الذين آزروه ووقفوا معه .
ارقام وتفاصيل
وللمزيد من التفاصيل عن المتنزه كان لابد من لابد من القاء مع فهمي كمال احمد مدير متنزه بارك الشهيد سامي عبد الرحمن الذي قال :
-وضع الحجر الاساس لمشروع بارك الشهيد سامي عبد الرحمن في 14/3/1998 اما العمل الفعلي فقد بدأ في 14/3/2000 .
مساحة المتنزه الاجمالية 800 دونم اي ما يعادل المليوني متر مربع انجازه تم على مرحلتين:

المرحلة الاولى
وهي منجزة – على مساحة 350 دونماً وتتضمن مطعما كبيراً يتسع لـ 200 شخص وعشرة اكشاك لبيع المرطبات والوجبات السريعة وغيرها ، في المتنزه ملعبان للاطفال ومسرحان مفتوحان، اضافة الى بحيرة خلابة هلامية الشكل بمساحة 23 الف متر مربع وبسعة 70 الف متر مكعب تتخللها نافورتان بارتفاع 30 متراً من انجاز احدي الشركات التركية . وهناك ايضا العديد من الشاشات العملاقة تعرض من خلالها الاحداث والمباريات الرياضية وغيرها من البرامج للمتنزه اربعة مداخل مركزية قابلة للزيادة .
كما يضم عدداً من النصب والتماثيل الفنية التي وضعت في المتنزه في مناسبات خاصة كالنصب التذكاري الخاص بشهداء العملية الار هابية في الاول من شباط 2004 والذي اودى بحياة89 شخصا بينهم الشهيد سامي عبد الرحمن ونجله صلاح ، وهناك نصب تذكاري للشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري والشاعرة الكوردية الكبيرة " مستورة كوردستاني "اضافة الى نصب " حرية المراة " الذي وضع عند البوابة الرئيسية للمتنزه .
يقول السيد فهمي كمال ان المتنزه يستقبل نحو الخمسة الاف شخص في الايام الاعتيادية من الاسبوع ، اما في ايام العطل الرسمية والاعياد والمناسبات العامة فان عدد الزائرين يصل الى الثلاثين الف زائر من جميع الفئات والشرائح الاجتماعية ولا سيما العائلات التي ترتاد المتنزه ايام الحر والجمع والمناسبات الوطنية كاعياد نوروز ، كمايرتاد المتنزة المئات من الطلبة ولا سيما في مواسم الامتحانات حيث يوفرلهم المتنزه اجواء هادئة ومناسبة للمطالعة.
ويستقبل المتنزه ايضا ،العشرات من الوفود الرسمية التي تزور اقليم كوردستان في العديد من المناسات وتقام على ارضها الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية واخرها كان مهرجان الطفل العالمي ومسابقة الجري التي نظمتها مؤسسة "صلاح سامي عبد الرحمن "الرياضية قبل مدة .

المرحلة الثانية من المشروع
أما عن المرحلة الثانية من المشروع يقول مدير المتنزه : بدأت منذ العام 2006 تنفيذ عدد من الفعاليات الاخرى منها بناء برج ومطعم دوار، واستحداث بحيرات جديدة، ومجمع فلكلوري كوردي،و تصميم عدد من المظلات ومواقف السيارات والعاب الاطفال وملاعب رياضية لكرة القدم المصغرة والكرة الطائرة والسلة والتنس الارضي وانشاء مطعم فوق تلة اسطناعية الى جانب العديد من شلالات الماء واحواض السباحة واحواض اخرى للزينة والري، وثلاثة مداخل جديدة، وغيرها من المشاريع الاخرى، علما ان بعض مشاريع المرحلة الثانية قد انجزت كمباني الادارة والمسبح ومرأب السيارات .
وأخيراً.. قال مدير المتنزه: لابد من التذكير ان العاملين في المتنزه لا يستمتعون بأيام الجمع والعطل والاعياد كبقية المواطنين، كونهم يتواجدون في المتنزه خلال هذه المناسبات.